عبدالعالي بوعرفي
كغيرها من المناطق الجبلية الوعرة والصعبة الولوج والتي يعتمد اغلب سكانها على الفلاحة المعاشية التي يحاولون من خلالها جمع محصول خصوصا من القمح والشعير يكفيهم طيلة السنة ويلبي حاجيات ذوابهم ،يعتمد الفلاحون في العديد من دواوير جماعة ترايبة باقليم تازة على وسائل تقليدية كالمحراث الخشبي والذي اصبح مؤخرا حديديا مع التطور الحاصل ويجر من طرف الذواب خصوصا البغال ،عملية الحرث بالعديد من مناطق هذه الجماعة ونخص بالذكر دوار الخروبة لازالت تقليدية صرفة ويصعب فيها استعمال الوسائل العصرية كالجرار نظرا لصعوبة ولوج الاراضي الفلاحية التي توجد في منطقة جبلية ،وحتى عملية الحصاد لم تشهد تطورا لازالت تستعمل فيها المناجل وتكلف الفلاحين مبالغ مهمة لان اجرة الحصادة المياومين او ما يسمى محليا بالشوالة تصل الى ما يفوق 200 درهم للفرد في اليوم الواحد . لكن نقطة الضوء الوحيدة رغم تكلفتها وعدم قدرة الفلاح البسيط على مصاريفها هي الة الدرس التي اصبح يلجأ اليها الفلاحون فبعد عملية الحصاد ونقل حزم القمح أو ما يسمى بالتوادل في شبكة مصنوعة من القنب على ظهور البغال والحمير الى البيدر او النادر وتصفيفها على شكل تافة فبعد ان كان خلال الماضي القريب وحتى الان تستعمل البغال في عملية الدرس .حاليا ياتي الى البيدر جرار يجر الة الدرس ويجتمع سكان الدوار في شكل توازة في عملية تعاون وتآزر يستعملون المدرات لرمي حزم القمح لهذه الالة التي تقوم بالدرس وتخرج التبن من احدى فوهاتها والقمح من اخرى ويوضع في اكياس . ويقوم صاحب الزرع بتقديم ما طاب من الماكولات والمشروبات لسكان الدوار الذين اتوا لمساعدته .
فهذه الالة كما وسبقنا واشرنا اليه فرغم تكلفتها التي تصل عموما الى 200 درهم للساعة الواحدة فانها اختزلت مدة عملية الدرس من حوالي شهر الى يوم واحد .