الاخبار 60 دقيقة.. نوال فهمي
“اقتصاديات الثقافة، مساهمات أكيدة في التنمية”، كان هذا هو موضوع المداخلة التي ألقاها عالم الاجتماع الدكتور أحمد شراك بالمعرض الجهوي للنشر والكتاب، بجهة فاس مكناس في دورته العاشرة أيام 21-26 أكتوبر2019، تحت شعار: القراءة متعة وسفر.
ففي حديثه عن الثقافة وعلاقتها بالتنمية تحدث السوسيولوجي المغربي الدكتور أحمد شراك عن تطور الثقافة، واعتبر أن هذا التطور هو تطور بطيء، ولا يحدث على شكل طفرة إلا نادرا. مشيرا إلى أن الحديث عن المغرب الثقافي يعود بنا إلى القرن الماضي، أي كل ما يتعلق بالصناعة الثقافية من إبداع وكتابة ونشر… إذ يمكن حصرها في عدد أصابع اليد الواحدة، بداية بملتقى العيون في الثمانينات ومناظرة دجنبر 1990 بفاس، مرورا باليوم الوطني للكتابة والنشر في عهد ثريا جبران وزيرة الثقافة سابقا.. وأخيرا المناظرة التي نظمت حول الصناعة الثقافية والتي كانت عبارة عن يوم دراسي، واجمالا يمكن القول أن المغرب استطاع ملامسة كل هذه التظاهرات السابقة.
وقد أضاف عالم الاجتماع الدكتور أحمد شراك أن النهوض بالثقافة يستوجب التحرر من ثقافة “المسكنة”، بمعنى الابتعاد عن الحديث عن الدعم فقط، معتبرا أن دعم الثقافة ليس مسؤولية الوزارة الوصية وحدها، وإنما هو مسؤولية الدولة أيضا، لأن الصناعة الثقافية تحتاج إلى أرضية مادية حقيقية من أجل تنمية حقيقية. مشيرا بذلك في معرض حديثه إلى أن التنمية الثقافية تحتاج إلى تغيير الممارسة الثقافية، وذلك لن يتحقق إلا من خلال التربية الثقافية.. التربية على زيارة المسارح والمتاحف وفضاءات القراءة والمعارض الفنية وإعطائها قيمة مهمة،والتربية على الافتتان بالفن التشكيلي والاستلذاذ به، وهذا كله يتطلب تغيير عقلية بكاملها..
فأن نتذوق الفن يعني أن تصبح الثقافة جزءا منا، من حياتنا وتكويننا، وليست مفروضة علينا.. عندما نستطيع تغيير هذه الذهنية، آنذاك فقط يمكن الحديث عن الصناعة الثقافية.. وعندها فقط يمكن الحديث عن التنمية الثقافية.