التهامي غباري
بعد إصدارها لبلاغين صحفين في أقل من شهر، الاول تدق من خلاله ناقوس الخطر بخصوص تداعيات الارتفاع الحاد الذي عرفه ثمن المحروقات في المغرب وما نتج عن ذلك من تضرر لمحطات البنزين بالمغرب، لدرجة عجز بعضها عن مسايرة هذه الزيادات مما اخل بتنافسيتها وقدراتها على الاستمرار؛ والبلاغ الثاني الذي تدعو فيه كافة الجمعيات الجهوية بجميع جهات المملكة، وكذا جمعيات الألوان المنضوية تحت لوائها إلى الاستعداد للإعلان عن إضراب وطني شامل وذلك في حال استمرار التجاهل، وإغلاق باب الحوار أمام المهنيين.
خرجت الجامعة الوطنية لارباب وتجار ومسيري محطات الوقود بالمغرب ، من جديد وفي بيان توضيحي بعنوان لماذا الاضراب؟، وقد جاء فيه مايلي:
-أولا : اضراب المحطات اليوم هو رد اعتبار لصاحب المحطة، فالهامش الربحي الهزيل الذي يحصل عليه هو لقاء اشتغاله سبعة ايام في الاسبوع و 24 ساعة متواصلة بالليل والنهار وفي العطل والاعياد وهذا ما لا ينعكس بتاتا رغم حجم التضحيات الكبرى التي تقدمها محطة الخدمة لكننا نستمر في سبيل ضمان تزود المواطنين بكل سلاسة ويسر.
– ثانيا : الاضراب اليوم هو من اجل المخاطر المالية الكبرى التي اضحى يتحملها صاحب المحطة وذلك في اطار تعامله مع المقاولات والشركات وتسهيلات الاداء التي يقدمها مرغما من اجل تحسين دخله، لكن المحطة تجد نفسها في عجز مالي نتيجة عدم دعمها من طرف الابناك ولو بتسهيلات تعمل الدولة على ضمانها.
– ثالثا: الاضراب اليوم هو من اجل دق ناقوس الخطر بان المحطات اصبحت عاجزة على التوفر على مخزون الامان نتيجة كلفته الباهضة، فالامن الطاقي داخل المحطة هو امتداد للامن الطاقى والاستراتيجي للدولة والتي يجب عليها التدخل من اجل دعم وتقوية المحطة بتعويضها على كلفة التخزين وذلك حتى تضمن تزود المواطنين، وعدم توقف المحطات نتيجه شح المخزون بفعل عدم قدرة المحطة على مواكبة ارتفاع الثمن.
– رابعا : الاضراب اليوم هو من اجل المستقبل الغامض الذي ينتظر صاحب المحطة فالحكومة تتحدث عن الانتقال الطاقي او التحول الطاقي الاستراتيجي والذي لا يضع بالحسبان تبخر الالاف المناصب من الشغل وكذا ضياع المقاولات العاملة بهذا القطاع، كما أن الحكومة لاتستحتضر تصور و مستقبل المحطة داخل هذا التحول الطاقي وليس خارجه، وكذا البدائل المطروحة لضمان استمرارية هذه المقاولات التجارية والخدماتية.
– خامسا : الاضراب اليوم هو ايضا من اجل الضريبة المجحفة التي على كل صاحب محطة ان يؤديها مضاعفة، لا لتضاعف ارباحه ولكن فقط لان المحروقات ارتفع ثمنها وعليه ان يتحمل هذه الزيادة، ويؤدي سنتين من الضرائب عن كل سنة واحدة والمفارقة ان رقم المعاملات يقدر بملايين دراهم، في حين ان الارباح تحستب بالسنتيم وهذا الامر وحده مدعاة الى الاضراب الشامل.
– سادسا: الاضراب اليوم من اجل الشركات الموزعة التي تاخذ حصة الاسد وتبيع بالجملة وبالتقسيط.. وتنتزع كبار المستهلكين للمحطة وتبيعهم باقل ثمن وذلك في منافسة غير شريفة لنا والتي لا تترك لنا الا الزبائن الذين يكتوون بدورهم من هذا الغلاء .
– سابعا : الاضراب اليوم من اجل تنبيه الحكومة التي لم تقم بأية بادرة وظل دورها سلبيا، فهي لم تعمل على الحد من تغول الشركات الموزعة، والحد من هيمنتها واحتكارها . وذلك من خلال القيام بتصحيح عقود الاذعان الموقعة من طرف المحطات المغلوبة على امرها وعبر ارساء التوازن العقدي ، وان تقوم بتحرير العقود كما حررت الاسعار وذلك لفتح الباب للمنافسة الحقيقية، والتي سيجني ثمارها المستهلك. والى ذلك الحين ستظل الشركات تراكم الارباح ويظل صاحب المحطة يراكم الخيبات والخسارة.. وان يظل قدره هو تلك السنتيمات المعدودات التي تجود بها عليه الشركات الموزعة.
هذا وختمت الجامعة الوطنية لارباب وتجار ومسيري محطات الوقود بالمغرب بيانها ، بقول: الاضراب هو ان نكون او لا نكون فلننخرط جميعا في الدفاع عن كرامة المحطة والمحطاتيين.