تعد المناطق الخضراء في الحي ذات أهمية كبيرة ولها دور أساسي في توفير فرص الراحة والتمتع بمباهج الطبيعة لسكان المدن و تعتبر الحدائق العامة أحد أهم مرافق الترويح عبر التاريخ، ذلك أنها الأقدم والأيسر والأقل تكلفة، وهي في الغالب الأقرب لمكان السكن، لكن داخل سيدي مومن نجد العكس،فالتطور الحضري والانتشار العمراني والازدحام أدى إلى تزايد الطلب على الأراضي للاستخدامات التجارية والصناعية والسكنية على حساب المناطق الخضراء، وقد تفاقمت هذه المشكلة مع التزايد السكاني المطرد الذي شهده الحي جراء الهجرة القروية و الداخلية ، فأضحت قضية عدم توفر المساحات الخضراء والحدائق العامة بسيدي مومن تثير اهتمام جميع الساكنة، وبالطبع فإن المشكلة تفاقمت مع الامتداد الأفقي للعمارات
إن تزايد ساكنة سيدي مومن وانتشار ظاهرة التحضر أدى إلى توسع الحي بشكل واضح، وخلق مشاكل اجتماعية واقتصادية لساكنيها، لذلك فإن وجود المناطق الخضراء والحدائق العامة أصبح ضرورياً لهؤلاء السكان المتعبين نفسياً ، فهي مريحة للنفس ومهدئَة للأَعصاب وفرصة للاطفال للعب و الترويح عن النفس، وخاصة لما تعانيه الساكنة من ضوضاء وضجيج وأَصوات الباعة المتجولين.
الواضح أن المسؤولين عن المنطقة لم يقوموا بوضع دراسة من أجل التعرف على النمط الجغرافي لتوزيع الحدائق العامة داخل الحي، ومدى تناسب مساحتها مع حجم السكان في كل منطقة، فضلاً عن التعرف على نصيب الفرد من مساحة الحدائق والمناطق الخضراء، وأثر الامتداد العمراني والتخطيط الحضري على تخصيص فضاءات خضراء لغايات الترويح المجاني، ومدى الإقبال على استخدام هذه الفضاءات كمرافق ترويحية عامة .