فضيل الغباري
أولا وأخيرأ لا قيمة تذكر للصوت الفلسطيني في انتخابات الكنيست الاسرائيلي ، واقصد فلسطينيي الداخل 48 ، فهم إن صوتوا أم لم يصوتوا ، لن يؤثروا في مسيرة تطور النظام السياسي هناك وجنوحه نحو اليمين !
فاليسار الاسرائيلي مثله مثل ذاك الصوت الفلسطيني في الداخل ، بلا قيمة .
وداعي ذاك القول ان تلك الكتل العربية ذات الصوت الانتخابي لا تغير شيئا سواء أكانت داخل الكنيست أم في الخارج ، من حيث أن البرامج الانتخابية الأسرائيلية كلها ذات طابع يميني متطرف ، ومتجاهل لحقوق الفلسطينيين .
فهم بالنسبة للاسرائيليين ينظر اليهم ليسوا على أنهم فلسطينيون بل عرب اسرائيل من جهة .
كما انه ينظر اليهم ككتل بشرية تعيش على -أرض اسرائيل ، وبالتالي فالمهم بالنسبة للسياسي الاسرائيلي هي الارض التي يعيش عليها هؤلاء باعتبارها أرض تلمودية، يتواجد عليها بقايا عرب من بقايا رعايا الدولة العثمانية المهزومة عقيب الحرب ع الاولى .ولا حق لهم ، وبالتالي فصوتهم ليس غير مكرمة من مكرمات الديمقراطية ( اسرائيلية ).
أما حقوق سكان الضفة الغربية فهم ليسوا بافضل من تلك النظرة الاسرائيلية لعرب 48اغتبار أرض يهودا والسامرة أراضٍ تلمودية .
وكل ذاك يبين أن القوة الدافعة والمؤسسة للكيان الاسرائيلي هو ( تطرف برامج الاحزاب الدينية ) التي أمسكت بزمام أمور قيادة الدولة منذ ان تولى حزب الليكود زمام السلطة في عهد مناحم بيغن ويتسحاق شامير .
ولا يغيب عن البال أن قاتل رابين عام ١٩٩٥ اجاب المحكمة حينما قالوا له ( لا يجوز لليهودي ان يقتل يهودي ) فأجاب :أنه فعل ذلك بأمر الرب وايحاء منه .
ومنذ تلك الاحظة نحى المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين المتطرف ، كمحدد لسياسة دولته خارجيا وداخليا .
ووئد اليسار الاسرائيلي في ذاك المجتمع الذي صارت الاحزاب اليمينية تنسج جلده بحزم تلمودي .
اذن فتفسير ان بعض الاحزاب السياسية الاسرائيلية تسعى لنيل اصوات عرب الداخل ، ليس باغراء اعادة الحق للعرب ، بل لواجب ادائهم اصواتهم مقابل بقائهم في ذاك الكيان، ومنحهم بعض المكتسبات المدنية الناقصة .
وعليه لا يفرحن أحد بمغادرة حاكم أو مجيء أخر ، لأن اليد التي تقتل الفلسطينين تارة تلبس قفازا حريريا ( باسم حزب العمل ) وتارة بلا قفاز حزب ( الليكود ~ واحزاب اليمين الديني المتشدد) وتلك اللعبة الانتخابية داخل الكنيست مستبعدة الصوت العربي الذي لا قيمة له ، غير اضفاء اللون الديمقراطي على الكياني.